24‏/04‏/2014

معاريف:تحويل الضفة إلى غزة وعباس يخدعنا وليس متسعدا لتقديم تنازلات

نشر الوزير إسرائيل كاتس في طريقه الى احتفالات الميمونة في ديمونا البيان التالي: 'المفاوضات السياسية انتهت بلا شيء. هذا هو الزمن لرص الصفوف والوقوف معا في مواجهة الضغوط المرتقبة. أبو مازن يخدع، وهو غير مستعد للتنازلات، يتوجه الى الامم المتحدة ويسارع الى العناق مع حماس. هذا هو الوقت لاتخاذ خطوات رد ذات مغزى، بما في ذلك الغاء البند في اتفاقات اوسلو الذي يتحدث عن الممر الآمن بين غزة والضفة الغربية.
وواصل كاتس يقول ان 'حل السلطة سيؤدي الى الغاء الحصانة التي منحت لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية. ومن الان فصاعدا سيكون حكم جبريل الرجوب كحكم مروان البرغوثي. كل اتصال للنائب احمد الطيبي مع ابو مازن سيعتبر اتصالا مع العدو'. ليس أقل.
الوزير كاتس ليس جنديا يحرك على طاولة الشطرنج في الليكود. فهو وزير كبير وذو نفوذ وأحد الاقوياء في حزبه. قوله لا يشبه قول رئيس الائتلاف يريف لفين، نائبي الوزير زئيف الكين أو داني دانون، او حتى الوزير نفتالي بينيت. هذا هو حكومي ملزم، يأتي من الدائرة المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وربما حتى منسق مع رئيس الوزراء.
في تصريحات كاتس يوجد وصف لوضع متشائم، مستقبل كارثي وربما تنطوي أيضا على أماني عتيقة: تخريب اتفاقات اوسلو أخيرا واعادة إسرائيل الى الوضع الذي سبقها. اي، الاحتلال التام للمنطقة.
يبلغ كاتس في بيانه بأن المفاوضات مع الفلسطينيين تفجرت. وفي صالحه يقال انه دوما اعتقد انه لن يخرج منها شيء. فالمزاج في القيادة الإسرائيلية هو أننا وصلنا الى نهاية نيسان. حاولنا التقدم ولكننا لم نسر الا الى الوراء. والان ينبغي التصدي للاثار الدولية. باختصار، كل من اعتقد باننا سنتوجه الى الانتخابات لان إسرائيل ستصر على الابقاء على المحادثات وتنفيذ النبضة الاضافية وبينيت سينسحب بسبب تحرير السجناء الإسرائيليين، يمكنه أن يهدأ. فلا مفاوضات، ولا نبضة ولا انتخابات جديدة. يوجد 'فقط' أزمة خطيرة، ولا يمكن أن نعرف الى أين ستؤدي بنا جميعا.
في الاسبوع الماضي، على سبيل التذكير، بدأ أبو مازن حملة حل السلطة الفلسطينية. 'لا حاجة بي الى نتنياهو او رئيس الاركان. ابعثوا لي بضابط صغير، حتى وان كان ملازما، وسأسلمه المفاتيح'. قال للنواب من اليسار ممن التقى بهم في رام الله، بعد أن عرض عليهم المساعي السلمية التي اتخذها. وأحدثت اقواله صدى هائلا ونشرت وزارة الخارجية الاميركية بيان تحذير خطير للسلطة في ضوء هذه التصريحات.
والان، جاء الوزير كاتس وربما أيضا نتنياهو نفسه، ليلمحا بانهما بنفسيهما يتمنيان حل السلطة الفلسطينية. بداية، يفصل كاتس، وبين السطور تبرز الفرحة، الحل سيؤدي الى الغاء بنود في اتفاقات اوسلو مثل الممر الآمن الذي كان يفترض أن يكون بسيادة فلسطينية. 'نحن لسنا ملزمين لهم بشيء'، يقول كاتس في بيانه.
ثانيا، يعد كاتس، الحل سيصفي الصلة المتبقية مع كبار رجالات السلطة وسيجر موقفا من أبو مازن ومن قادة السلطة وكأنهم أعداء بكل معنى الكلمة. والمعنى الفوري هو الغاء أجهزة الامن الفلسطينية، التي تعمل اليوم بالتنسيق مع إسرائيل – وعلى هذا يشهد نتنياهو نفسه، وجعلهم جيشا مسلحا يعمل من الداخل ضد إسرائيل.
فضلا عن ذلك، فان حل السلطة هو في واقع الامر دعوة لحماس لاخذ الامور في ايديها وقيادة الكفاح الفلسطيني ضد إسرائيل. أحد ما عندنا على ما يبدو يصر على أن يحول الضفة الغربية أيضا الى قطاع غزة. المعنى الابعد لانهيار السلطة هو نقل المسؤولية عن ملايين الفلسطينيين الى إسرائيل، بعد أن يصبحوا أكثر يأسا وفقرا باضعاف. هذه ستكون دولة ثنائية القومية، لا تأتي من المحبة بين شعبين ارادا الاتحاد بل من عداء من شعبين عدوين لم ينجحا في الانفصال الواحد عن الآخر ويحاولان الان السيطرة على الدولة الواحدة التي  فرضت عليهما.
هل نتنياهو، كاتس أو بينيت يأخذون هذه الامكانيات بالحسبان عندما ينطلقون الى حرب إبادة ضد ابو مازن؟ اذا كان نعم، فهذا خطير. واذا كان لا فهذا أخطر باضعاف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق