05‏/03‏/2014

الجمعيات التعاونية.. مشاركة في الربح والعطاء في كفر نعمة




في قرية كفر نعمة الواقعة غرب رام الله  يوجد في كل حي من أحياء القرية جمعية تعاونية تقوم بتوفير المواد الاستهلاكية اللازمة لسكان الحي بأسعار مناسبة، ويتم توزيع الربح على المساهمين من سكان الحي

تعود فكرة الجمعيات التعاونية لفترة الانتفاضة الأولى عام 1987 حين فقد معظم رجال القرية أعمالهم ووظائفهم، وارتفعت أسعار البضائع في البقالات بسبب صعوبة الحصول عليها. استمرت الأسعار مرتفعة بعد هدوء الانتفاضة فقد كان أصحاب المصالح الخاصة الهادفة للربح يتفقون جميعاً على رفع أسعار المواد التموينية في نفس الوقت، ليضطر السكان إلى شراء احتياجاتهم بأسعار مرتفعة. قام الأهالي في البداية بإنشاء جمعية "الثروة الحيوانية" لتوفر احتياجات حيوانات القرية من أعلاف، ولكن الجمعية أغلقت بعد فترة وجيزة.

لم ييأس الأهالي بل بدأوا بفتح جمعيات تعاونية استهلاكية واحدة تلو الأخرى. في تلك الفترة قام مجموعة من شبان القرية بتأسيس جمعية تعاونية عملت على فتح بقاله تم تمويلها من رسوم اشتراك الأعضاء حيث دفع كل عضو رسوم اشتراك أولية بلغت 100 دينار أردني. كان عدد الأعضاء المساهمين لا بأس به مما ساعد على انطلاق التعاونية ونجاح عمل البقالة. استطاعت هذه الجمعية الحصول على الكثير من الأرباح التي توزعت بنسب معقولة على الأعضاء المساهمين.

يوجد اليوم أربع جمعيات تعاونية في كفر نعمة، تنتشر في جميع أنحاء القرية وقامت كل جمعية بفتح بقالة في حي من أحياء القرية. الجمعية التعاونية الإسلامية هي أولى التعاونيات تقع في الجهة الغربية للقرية. وفي الجهة الشرقية يوجد ثلاث جمعيات هي جمعية الأمانة، جمعية كفر نعمة، جمعية السلام.
أبو العبد، (محمد أسحق)، أب لعائلة مكونة من ثمانية أفراد، يعيل العائلة من وظيفته في بقالة جمعية الأمانة، يقول: "تتحمل الجمعية مسؤولية حل أزمة  أعضاءها في القرية، وتسمح لهم بالاستلاف، لأن هدفها الأول هو مساعدتهم إلى جانب تحقيق الأرباح .
يونس الديك الذي يعتبر من أوائل مؤسسي التعاونيات ومسئول حاليا عن جمعية الأمانة التي تضم 39 عضواً يمثلون 39 عائلة من عائلات القرية، يقول: "أساس الفكرة هو ضبط الأسعار. الموظف عندما يشتغل بالبقالة ويقبض معاشه آخر الشهر، لا يهمه أن يرفع الأسعار على المستهلك" معظم المستهلكين هم أعضاء الجمعية أو أبنائهم. إن شراء أفراد 39 عائلة من بقاله الأمانة يكفي لتكون هذه البقالة بوضع مالي جيد، وفي نفس الوقت يتيح وجود البقالة للأعضاء المساهمين إمكانية توفير ما يحتاجونه من المواد الاستهلاكية، واستبعاد ما لا يلزم، وهو عامل من عوامل النجاح.

غسان السايس أحد العاملين في البقالة التابعة لجمعية السلام ومدير لشؤون الجمعية يقول: "أنا هنا أعمل منذ سنتين ونصف، أحاول تعلم التجارة جيداً واكتساب الخبرة الكافية، ليكون باستطاعتي أن أفتح بقالة جديدة وسط مدينة رام الله"

لم تكن الانتفاضة عائقاً في حياة أهالي قرية كفر نعمة، بل ولدّت فيهم روح العمل والمبادرة حتى أصبحت اليوم مثالاً لعطاء المجتمع  الفلسطيني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق